هل يمكن أن يؤثر الناخب فى نفسية المواطنين وكيف يمكن ذلك؟ وما الأساليب التى يمكن أن يستخدمها لكى يفوز بالانتخابات؟.
يجيب الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة المنصورة، قائلا:
عند دراسة العقل البشرى نجد أن المخ البشرى يتكون من فصين واحد أيمن، والثانى أيسر، ولكل منهم مجموعة من الوظائف المختلفة والمتكاملة.
فالفص الأيسر هو المسئول عن كافة العمليات المنطقية والحسابية (عمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب.. كل العمليات المتعلقة بالأرقام والرياضيات والمسائل المنطقية) وكذلك القدرة على سرد وشرح موضوع معين فى نقاط محددة.
أما الفص الأيمن من المخ فهو المسئول عن كافة أنواع الفنون والمشاعر والوجدان والموسيقى والألوان والذوق والتصور والخيال.
ومن الطبيعى أن نجد البشر يختلفون فيما بينهم فى الميل لاستخدام أحد الفصين أكثر من الآخر، لذا فإن هناك من لديهم الجانب العقلى يغلب على كافة اختياراتهم واتخاذهم لقراراتهم الحياتية، ومن صفات هؤلاء أنهم يخططون كثيرا ويحسبون كل خطوة من خطواتهم قبل أخذ أى قرار، وهؤلاء يتحملون المسئولية، ولا يتركون أى شىء للحظ أو للظروف.
لذا فإننا نجد هؤلاء دائما مضغوطين وفى حالة من التوتر والقلق والخوف الدائم. فإذا أراد المرشح للرئاسة أن يفوز بأصوات هؤلاء فعليه الاهتمام بكافة تفاصيل برنامجه الانتخابى، وأن يكون هذا البرنامج واقعيا ومبنيا على الحلول المنطقية، ويفضل أن يكون البرنامج محددا بنقاط محددة وبفترات زمنية محددة، وأن يكون كل ما فيه شاملا كافيا، لا يعتمد على الحظ أو الظروف، وبعيدا عن الغموض ولا يترك أى شىء للخيال والتشكك فى صحته أو إمكانية عدم تحقيقه.
أما المجموعة الأخرى من البشر وهم الذين يطلق عليهم "العاطفيين" والذين يحكم كافة تصرفاتهم الجانب الوجدانى والعاطفى الممزوج بالذوق والرقة والفنون.
ولكسب أصوات هؤلاء لابد من أن يراعى المرشح للانتخابات أن يخاطب عقول هؤلاء وأن يهتم بمظهره وسماحته وشكله وطريقة كلامه، وأن يمزجها بالكثير من الأحاديث الدينية (لأن الدين يخاطب الوجدان قبل العقل، فنحن مع الدين نقبل بمجموعة من المعتقدات التى قد يرفضها العقل المنطقى مثل الغيبيات).
كما أنه من المستحب أن يقوم المرشح ببعض التصرفات التى تظهره وكأنة فرد عادى يضحك، ويتصرف بتلقائية ولا يكون متعاليا "متحفظا فى سلوكياته" حتى يشعر الناس أنه واحد منهم وتحدث الألفة بينهم.
ومع استعراض الطريقتين نجد أن معظم الناس يميلون أكثر إلى الجانب العاطفى أو الوجدانى أكثر من الجانب العقلى، حتى أن فى بعض الأوقات عندما يفشل المنطق فى إقناع الطرف الآخر بالرأى، هنا نجد أن العاطفة تتحكم وتحقق ما لا يستطيع المنطق فعله.
فمثلا عندما ترغب الزوجة فى شراء فستان أو حذاء غال ولا يوافق الزوج على ذلك لعدم وجود احتياج وضرورة للشراء (المنطق- الفص الأيسر من المخ) هنا تتحول الزوجة أى تحاول استخدام الوسيلة الأخرى فى الإقناع وهو استخدام الدلال واللين فى القول والهمس والدلع الممزوج بالحب والحنان (الفص الأيمن من المخ) وهنا يلين الحجر ويقبل الزوج بما لم يكون مقتنعا به.
لذا فإن المرشح الذكى هو من يتقن مخاطبة العقل المنطقى (الفص الأيسر من المخ) مع التركيز الشديد على الجانب الوجدانى والدينى والمظهر الخارجى (الفص الأيمن من المخ).…
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع